دمشق
تردد ماسا عشر سنوات كلمات ومفردات كثيرة كان لفظها يشكل مهمة صعبة عليها في السابق وتستطيع الآن التعبير عن أفكارها ومشاعرها بشكل أفضل فتتجاوز تدريجيا تشوه شقوق الشفة الذي رافقها منذ الولادة.
ماسا تخضع لجلسات تأهيل نطق في المركز التخصصي لعلاج شقوق الشفة وقبة الحنك الذي أعلنت افتتاحه رسميا اليوم مديرية صحة دمشق لتمكينها من تطوير لغتها وقدرتها على الكلام وفق والدتها التي تشير إلى أن الجلسات ساعدتها في التحسن بشكل ملحوظ ومتابعة تحصيلها العلمي وهي في الصف الرابع حاليا.
والمركز التخصصي الجديد حول أفكارا ومقترحات طرحت على مدى سنوات إلى واقع يتمثل بوجود فريق تخصصي متكامل يرافق الطفل المصاب بشقوق الشفة والحنك منذ الولادة لتوفير خدمات التشخيص والجراحة وإعادة التأهيل والدعم النفسي والاجتماعي مجانا.
مدير صحة دمشق الدكتور رامز أورفلي بين في تصريح لـ سانا أن المركز يستهدف شريحة أطفال واسعة حيث يستقبل الطفل ويدرس حالته بطريقة علمية ثم يضع خطة علاج منهجية عبر فريق استشاريين من اختصاصات ” جراحة فكية وتجميلية وأنف أذن حنجرة وأطفال ودعم نفسي وإعادة تأهيل نطق لتتابع حالته في كل مراحل العلاج المجانية بالكامل.
ويعمل المركز مع عدة شركاء حسب أورفلي من بينهم مشفى ابن النفيس والهيئة العامة لمشفى دمشق لإجراء العمليات الجراحية المطلوبة ومع منظمة آمال للأشخاص ذوي الإعاقة لدعم موضوع اعادة تأهيل النطق والكلام والدعم النفسي.
ولفت أورفلي إلى أن المركز بالإضافة الى الجانب العلاجي يهتم بأرشفة بيانات كل المرضى ومراحل علاجهم والنتائج للاستفادة منها في الأبحاث العلمية.
رئيس الرابطة السورية للجراحة التجميلية والترميمية والحروق واستشاري في المركز الدكتور وائل البرازي أوضح في تصريح مماثل أن جمع الاختصاصات في مكان واحد يسهم في تقديم خدمة أفضل لمرضى شقوق الشفة وشراع الحنك مبينا أن الشق التجميلي يتضمن اصلاح التشوه البدئي أو الاختلاطات الناجمة عنه أو الاختلاطات التجميلية المرافقة كتشوه الأنف وتبارز الفك وغيرها.
وبين البرازي ضرورة نشر الوعي الصحي للوقاية من شقوق الشفة كونه تشوها ولاديا شائعا عبر إجراء دراسة وراثية للأبوين عند ولادة طفل لديه هذا التشوه وتجنب تعاطي الأم الحامل أصنافا معينة من الادوية وغيرها.
بدوره أشار رئيس شعبة جراحة الوجه والفم والفكين في مشفى دمشق الدكتور معتز الخن إلى أن المركز بدأ كفكرة من الجمعية السورية لأبحاث وجراحة شقوق الشفة وقبة الفم منذ نحو 10 سنوات واليوم أعلنت مديرية الصحة ولادة المشروع بما يضمن تدبير علاجي وفق برتوكول صحيح ومتكامل يبدأ مع الطفل بعمر ثلاثة شهور وقد يستمر لعشرين عاما معتبرا أن اجتماع هذه الاختصاصات بمكان واحد يضمن نتيجة ايجابية للمرضى ويوفر عليهم تكاليف مادية باهظة.
وعن دور مشفى ابن النفيس أوضح رئيس قسم جراحة الوجه والفم والفكين فيه الدكتور محمد سامر شحرور أن القسم الذي تأسس عام 1995 هو مقر تدريبي للبورد السوري والعربي وسيكون رديفا للمركز لإجراء الجراحات عبر أطباء مختصين وغرف عمليات مجهزة.
وبخصوص عمل منظمة آمال لفت مشرف مركز تأهيل الكلام واللغة فيها زياد جحجاح أنه يتعلق بإعادة تأهيل النطق والكلام للأطفال وتختلف مدتها الزمنية حسب كل حالة وفترات الانقطاع التي تتطلبها العمليات الجراحية مبينا أن ضمان نتائج أفضل تحتاج الى تدخل مبكر لتحسن نوعية حياة الطفل ونقله من فئة ذوي الاعاقة إلى الطبيعي.
وكانت مديرية صحة دمشق أعلنت عن تأسيس المركز نهاية العام الماضي في منطقة الميدان لينضم إلى 14 مركزا تخصصيا لديها لأمراض التلاسيميا والسكري والقلب والللاشمانيا والحمى المالطية وغيرها.
https://youtu.be/MSqTjHTFlKM