في محاولة لتلبية بعض متطلبات الحياة للمواطنين وانطلاقاً من الرسالة السامية للشباب السوري ظهرت العديد من الفرق التطوعية على مستوى سوريا مع اختلاف التسميات ومجالات العمل فمنها تخصص في “مجال التنمية” “المجال الطبي” او المجال الاغاثي”.
وفي متابعة لهذا الموضوع المهم والذي لاقى انتشاراً واسعاً في صفوف الشباب السوري قام كادر عمل “يوميات قذيفة هاون في دمشق ” بزيارة لمقر “فريق كنا وسنبقى التطوعي” والتقينا من خلالها قائد الفريق السيد سائد عبد الغني .
اهمية انتشار العمل التطوعي
تحدث عبد الغني عن اهمية انتشار الفكر التطوعي في المجتمع السوري حيث قال :” ان انتشار الاعمال والفكر التطوعي اليوم يعد حجر اساسي من احجار النهضة والابداع والتطور, واصبحت الاعمال التطوعية اليوم من أبرز الاعمال المساهمة في تطوير الفرد والبيئة وحتى المجتمع.
وأضاف عبد الغني العمل التطوعي ليس محصور بمجال او مكان او اختصاص معين فهناك تطوع بالتعليم وتطوع بالمشاريع التنموية لكن وبسبب الاوضاع في سوريا كان المجال الاغاثي هو المجال الاكثر تواجداً على الارض السورية وذلك للحاجة الماسة لهذا النوع من الاعمال .
التطوعية .
الاقبال الكثيف للشباب على الفرق التطوعي
وفي سؤالنا “للكابتن” عبد الغني (كما يتم تسميته من قبل اعضاء الفريق والمتطوعين ) عن الاقبال الشبابي على الفرق التطوعية ,وهل نرى اعداد كبيرة من الشباب في هذا المكان وما الدافع برأيك؟
عبد الغني: كان العمل التطوعي في البدايات ضعيف وذلك يرجع الى عدم تواجد تجمعات شبابية مهتمة في هذا الموضوع ولكن بعد ازدياد حاجات المواطن اصبح شعور الاحساس بالغير متواجد وبشكل كبير عند الشباب السوري بسبب الوضع في سوريا وذلك ادى الى الاقبال الكبير على الفرق التطوعية.. واضاف ايضا : الغالبية العظمى من الشباب تسعى لتطوير نفسها وكان العمل التطوعي مساهم كبير في هذا التطوير حيث يساعد العمل التطوعي على بناء شبكة كبيرة من العلاقات الاجتماعية كما يساعد المتطوع على تقوية شخصيته وتعلمه لعدد من المهارات وهذا اليوم هو دافع قوي للانضمام والعمل في المجال التطوعي.
معوقات العمل التطوعي
قوى جبارة واشخاص تعمل بلا كلل او ملل ولكن في كل مجالات الحياة يوجد عوائق والمجال التطوعي يعاني من عوائق كانت في بعض الاحيان سبب لإيقاف المساعدة او انحلال هذا التجمع وفشله ما هي هذه العوائق وما تأثيرها عل مسيرة العمل التطوعي ..عبد الغني وبعد سؤالنا له قال :
“من اهم العوائق الي يعاني منعا العمل التطوعي هي “الدعم” حيث ان اغلب الفرق او الجمعيات العاملة لا تحصل على الدعم المناسب وجميعنا يعرف ان اليوم اي فريق تطوعي هو بحاجة لدعم ليكمل عمله .. من العوائق ايضا هو التقصير الحكومي بالتعاون مع الفرق والجمعيات في المجال التطوعي ومشكلة هذا الموضوع اننا لا نحصل على اجوبة من الجهات الحكومية فهم يتعاملون معنا بطريقة “التنيم .”
حيث تلاقي طلباتنا كم كبير من الاهمال و “التطنيش” وشدد عبد الغني على اهمية الدعم الحكومي من حيث تسهيلات الحركة والتنقل بين المناطق وايضا بالحصول على الموافقات للعمل في أي مشروع او مبادرة.
فريق كنا وسنبقى نشأته ومجالات عمله
كنا وسنبقى اليوم من الاسماء الرائدة في مجال العمل التطوعي ..متى بدأت هذه الفكرة وكيف تطورت لتصبح بهذا الانتشار الواسع ؟
” بدأت فكرة وانطلاقة فريق كنا وسنبقى في عام 2012 وبالتحديد في ازمة مخيم اليرموك وخروج اهالي المخيم حيث بدأ العمل على مستوى ضيق شمل توزيع الخبز على الاهالي المتضررين وتأهيل مراكز ايواء لاستقبال النازحين , في هذه الفترة لاقت فكرة كنا وسنبقى واعماله اقبال كبير من المهتمين وهنا بدأت تتكون قاعدة كنا وسنبقى ..وكانت هذه البداية المنطلق الاول لمبادرات ومشاريع كنا وسنبقى ..
واكمل عبد الغني كنا وسنبقى اليوم يحوي عدد كبير من المتطوعين وصل الى 1000 متطوع مدربين ومؤهلين للقيام بالعديد من المبادرات الاهلة والمجتمعية .
وفي استكمال كادر ” يوميات قذيفة هاون في دمشق ” للحوار مع عبد الغني وجب علينا التطرق الى مبادرات واعمال الفريق وهنا ذكر عبد الغني لنا مجموعة من المبادرات والفعاليات التي قام بها الفريق
ومنها مبادرة “رد الوفا بالوفا” التي أقيمت في رمضان عام 2014 والتي تم من خلالها توزيع ما يقارب (3000) وجبة إفطار بالتعاون مع عدة فرق تطوعية أخرى ،وحملة “بدي أعرف مستقبلي” التي استهدفت متطوعي الثانوية العامة حيث عرفت ما يقارب 450طالباً وطالبة على الفروع الجامعية من مختلف الاختصاصات المتاحة ، وتوسعت الحملة لتشمل جميع الكتب المستعملة وتأمين ما يقارب 200نسخة كتب للطلاب الذين عجزوا عن تأمينها، وتابع قوله قام الفريق بالتعاون مع مؤسسات تدريبية خاصة بتدريب وتأهيل مجاني لحوالي 60 طالباً في مجال اجتياز مقابلات العمل وكتابة للسيرة الذاتية، وفعالية “سنمضي في أمانيكم” التي تمت في دار الاسد للفنون تخليدا لذكرى شهداء العلم في سورية حيث تم تكريم أهالي الشهداء بحضور عدد من الشخصيات البارزة في المجتمع، وحملة “عيرني دفاك” التي تتمحور في جمع المساعدات العينية والمتمثلة في الثياب الجديدة والمستعملة التي وصل عددها إلى (30000)قطعة ،والتي ساهم بتقديمها مختلف شرائح المجتمع من مدارس وجامعات وشركات وأفراد.
وبين عبد الغني أن للحملة مشاركات في عدة بازارات منها الجلاء وبازار الميدان وبازار الميسات والوحدة، وحملة في عيد المولد النبوي الشريف، ونشاطات ومسابقات للأطفال في مراكز الإيواء، وحملة عيد الأم، وحملة بالجامعة ناطرينكم التي استهدفت طلاب الشهادة الثانوية، لمساعدتهم على تنظيم الوقت وتفعيل الآليات الإيجابية وسبل الدراسة الحديثة، وحملة التبرع بالدم”.
اقل من 30 يوم تفصلنا عن شهر رمضان ولا يستطيع اي شخص ضمن نطاق العاصمة ان يذكر رمضان دون ان يذكر انجاز مجموعة من الشباب في اطعام الناس في هذا الشهر ..
“كسرة خبز” من المبادرات الفاعلة والتي لاقت رواجا كبيرا في صفوف سكان العاصمة مبادرة رمضانية يقوم بها كنا وسنبقى سنويا ..
إحصائيات واعداد خيالية خبئت خلفها جهود المئات من الشباب العاملين في هذه المبادرة وهنا قمنا بسؤال عبد الغني عن “كسرة خبز” كيف بدأت وانتشرت وكيف يتم دعمها وما الفرق بين هذه المبادرة وباقي اعمال الفريق ؟..
” بدأت كسرة خبز في سنة 2014 وكانت تحت مسمى “رد الوفا بالفوفا ” وفي 2015 قمنا بأول عمل رمضاني لوحدنا وتكرر هذا العمل في سنة 2016 وتحت نفس المسمى ” كسرة خبز”
فمن اهم احتياجات الانسان هو الطعام وفي هذه الاوقات الصعبة التي تمر على سوريا ظهرت فكرة الطبخ لا طعام المحتاجين وبدانا العمل في هذه المبادرة وفي السنة الماضية لاقت هذه المبادرة انتشارا كبيرا في اوساط الشباب مما ادى الى زيادة الانتاج لنصل في رمضان الماضي الى 500.000 وجبة افطار وسحور ..اما بالنسبة لدعم هذه المبادرة فقال عبد الغني ” رمضان خيرو معو ” حيث ان هذه المبادرة تقام وبشكل اساسي على التبرعات العينية ولا يوجد اي جهة داعمة لهذه المبادرة ومعظم التبرعات تكون عن طريق مشاهدة الناس لإعمالنا على مواقع التواصل الاجتماعي والتواصل معنا للتبرع ..واكمل عبد الغني حديثه اننا اليوم نقوم بالتحضيرات لمبادرة “كسرة خبز” وذلك عن طريق تموين المواد الاساسية مثل ” الفول والبازيلاء والفاصولياء” لطبخها في رمضان ..
واضاف: الفريق في هذه التحضيرات بحاجة لأكثر من 1 طن من البازيلاء و 1 طن من الفول وايضا من متطلباتنا الاساسية في هذه المبادرة هو “الارز” حيث اننا نحتاج يوميا لأكثر من 500 كيلو من الارز .
وختتم عبد الغني كلامه بأن ” كنا وسنبقى فكرة والفكرة لا تموت ” واكد على استمرار الفريق بإعماله ومبادراته الداعمة للمحتاجين في جميع ارجاء سوريا.
عبد الهادي زيتون